الأربعاء، 26 مايو 2010

زكى نجيب محمود

زكى نجيب محمود
وُلد زكي نجيب محمود في 1 فبراير 1905، بقرية ميت الخولي بمحافظة دمياط، التحق بمدرسة السلطان مصطفى الأولية بميدان السيدة زينب بالقاهرة وهو في الخامسة عشرة من عمره بعد أن انتقلت أسرته إلى القاهرة، وبعد أربع سنوات انتقلت الأسرة إلى السودان، وهناك أكمل تعليمه الابتدائي بكلية غوردون في الخرطوم، وأمضى سنتين في التعليم الثانوي، ثم عاد إلى مصر ليكمل تعليمه الثانوي، ويلتحق بعدها بمدرسة المعلمين العليا، ليحصل على ليسانس الآداب والتربية منها في عام 1930. عمل بالتدريس عقب تخرجه حتى سنة 1943، سافر بعدها إلى إنجلترا في بعثة دراسية لنيل درجة الدكتوراه في الفلسفة، وتمكن من الحصول عليها من جامعة لندن سنة 1947، وكانت أطروحته بعنوان "الجبر الذاتي". وبعد عودته إلى مصر التحق بهيئة التدريس في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وظل بها حتى أحيل على التقاعد سنة 1965، فعمل بها أستاذاً متفرغاً، ثم سافر إلى الكويت سنة 1968، حيث عمل أستاذاً للفلسفة بجامعة الكويت لمدة خمس سنوات متصلة. وإلى جانب عمله الأكاديمي اُنتدب سنة 1953، للعمل في وزارة الإرشاد القومي (الثقافة)، ثم سافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام نفسه، وعمل أستاذاً زائراً في جامعة كولومبيا بولاية كارولينا الجنوبية، ثم عمل ملحقاً ثقافياً بالسفارة المصرية بواشنطن بين عامي 1954وحتى 1955. اتصل زكي نجيب محمود بالصحافة في فترة مبكرة من حياته، وكانت بدايته المنتظمة مع مجلة الرسالة منذ صدورها سنة 1932، وصار يواليها بمقالاته ذات الطابع الفلسفي. ثم انضم إلى لجنة التأليف والترجمة والنشر التي كان يترأسها الأستاذ أحمد أمين. وفي سنة 1965، عهدت إليه وزارة الثقافة بإنشاء مجلة فكرية تعنى بالتيارات الفكرية والفلسفية المعاصرة، فأصدر مجلة "الفكر المعاصر" ورأس تحريرها. بعد عودته من الكويت انضم إلى الأسرة الأدبية بجريدة الأهرام سنة 1973، وشارك بمقال أسبوعي يُنشر على صفحاتها كل ثلاثاء. مرت حياة زكي نجيب محمود الفكرية بثلاثة أطوار، انشغل في الأولى بنقد الحياة الاجتماعية في مصر وتقديم نماذج من الفلسفة القديمة والحديثة والآداب التي تعبر عن الجانب التنويري. وبدأت المرحلة الثانية بعد عودته من أوربا وحتى الستينيات من القرن العشرين، وفيها دعا للأخذ بحضارة الغرب كما دعا إلى الفلسفة الوضعية المنطقية، وهي فلسفة تدعو إلى سيادة منطق العقل. أما المرحلة الثالثة فدعا إلى فلسفة جديدة برؤية عربية تبدأ من الجذور ولا تكتفي بها، ونادي بتجديد الفكر العربي، والاستفادة من تراثه. شغل عضوية كل من المجلس الأعلى للثقافة؛ والمجلس القومي للثقافة، والمجالس القومية المتخصصة. ترك زكي نجيب محمود أكثر من أربعين كتاباً في ميادين مختلقة من الفكر والأدب والفلسفة، ففي أدب المقالة صدرت له ثلاث مجموعات هي: جنة العبيط (1947)؛ الثورة على الأبواب (1955)؛ شروق من الغرب (1961). وفي أدب الرحلات: أيام في أمريكا. وفي أدب القصة: قصة نفس (1965). وفي النقد الأدبي: قصة الأدب في العالم (بالاشتراك مع آخرين)؛ فنون الأدب في العالم (1945)؛ قشور ولباب (1957)؛ فلسفة وفن (1964). وفي الفلسفة: قصة الفلسفة اليونانية (بالاشتراك مع آخرين) (1935)؛ قصة الفلسفة الحديثة (بالاشتراك مع آخرين) (1936)؛ المنطق الوضعي (1951)؛ حدود وطريقة التحليل (1952)؛ خرافة الميتافيزيقا (1953). وفي الترجمة: محاورات أفلاطون(1936)؛ الأغنياء والفقراء لولز (1937)؛ ثلاثة أجزاء من قصة الحضارة (1949-1950)؛ تاريخ الفلسفة الغربية لبرتراند راسل (1951-1953). لقي إنتاج زكي نجيب محمود تقدير الهيئات العلمية، ونال عليه العديد من الجوائز والأوسمة، فحصل على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1960 عن كتابه نحو فلسفة علمية، وعلى جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1975، كما منحته جامعة الدول العربية جائزة الثقافة العربية سنة 1985، ومنحته الجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتوراه الفخرية سنة 1985، وحصل على جائزة سلطان العويس سنة 1991 من دولة الإمارات العربية. توفي زكي نجيب محمود أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء كما وصفه ياقوت الحموي في كتابه "معجم الأدباء أبا حيان التوحيدي" في 8 سبتمبر 1993.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق