الجمعة، 28 مايو 2010

حافظ ابراهيم

حافظ ابراهيم
وُلد محمد حافظ إبراهيم فهمي المهندس ـ والذي اُشتهر بحافظ إبراهيم ـ في مدينة ديروط بمحافظة أسيوط في 24 فبراير 1872 من أب مصري وأم تركية، التحق بالمدرسة الحربية في عام 1888، وتخرج منها في عام 1891 ضابطاً برتبة ملازم ثان في الجيش المصري، وعُين في وزارة الداخلية. وفي عام 1896 أُرسل إلى السودان مع الحملة المصرية، إلى أن الحياة لم تطب له هنالك، فثار مع بعض الضباط.. ونتيجة لذلك أُحيل حافظ على الاستيداع بمرتب ضئيل. اتصف حافظ إبراهيم بثلاث صفات يرويها كل من عاشره وهي حلاوة الحديث، وكرم النفس، وحب النكتة والتنكيت. وفي عام 1911 انتقل إلي دار الكتب رئيساً للقسم الأدبي، ثم اشتغل محرراً بالأهرام. من أهم أعماله الشعرية: (قصيدة العام الهجري ـ الأم المثالية ـ مصر تتحدث عن نفسها ـ خمريات ـ سجن الفضائل) أما بالنسبة لأعماله النثرية فمن أهمها "ليالي سطيح". ومن أعماله المترجمة: (مسرحية شكسبير ـ البؤساء "لفكتور هوجو"). وقد توفي شاعر النيل حافظ إبراهيم في 21يوليو 1932.

احمد رامى

احمد رامى
شاعر أغاني مصري حمل رسالة أدبية وفنية ضخمة، فرغم بدايته كشاعر فصحى إلا أنه اتجه سريعاً للعامية، فوثب بالأغنية الدارجة من السفوح إلى القمم في الشكل والمعنى معاً.. فاستطاع أن يطوع الصور والمعاني الشاعرية للكلمة العامية وان يرقق عواطف العامة بالشجي والأنين والذكريات وغيرها من الكلمات التي تخلق الصور التي لم تعهدها أغنية العامية المصرية من قبل. وُلد أحمد رامي في 19 أغسطس 1892، في حي السيدة زينب، بعد إنهاء تعليمه الابتدائي عام 1907 التحق بمدرسة الخديوية الثانوية، وفى هذه الفترة بدأ بتطوير موهبته الشعرية بحضور منتديات شعرية أسبوعية. التحق بمدرسة المعلمين وتخرج منها عام 1914، وتم تعيينه مدرساً للجغرافيا والانجليزية بمدرسة القاهرة الخاصة، وبعد ذلك بست سنوات عُين أمين مكتبة المدرسين العليا فمنحه هذا المنصب فرصة نادرة لقراءة الشعر والأدب باللغة العربية والانجليزية والفرنسية. سافر شاعر الشباب أحمد رامي إلى باريس في عام 1922 في بعثه لتعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية ثم حصل علي شهادة في المكتبات من جامعة السوربون، وخلال فترة بعثته قام بدراسة اللغة الفارسية بمعهد اللغات الشرقية مما ساعده على ترجمة رباعيات عمر الخيام. في عام 1952 اُختير أميناً للمكتبة بدار الكتب المصرية، حيث أدخل التقنيات الحديثة التي تعلمها في فرنسا في تنظيم دار الكتب، ثم انضم إلى عصبة الأمم كأمين مكتبة بعد أن انضمت مصر إليها وعاد إلى مصر عام 1945 حيث عمل كمستشار لدار الإذاعة المصرية، وبعد توليه هذا المنصب لثلاث سنوات عاد لدار الكتب كنائب لرئيسها. حصل علي العديد من الجوائز التقديرية: في عام 1965 حصل علي جائزة الدولة التقديرية، وفي نفس العام سلمه الملك الحسن الثاني ملك المغرب وسام الكفاية الفكرية المغربية من الطبقة الممتازة. في عام 1967 حصل علي جائزة الدولة التقديرية في الآداب. في عام 1976 كرّمه الرئيس أنور السادات وأهداه الدكتوراه الفخرية في الفنون. حصل علي لوحة تذكارية محفور عليها اسمه من جمعية المؤلفين والملحنين بباريس، كما اُنتخب رئيساً لجمعية المؤلفين وحصل علي ميدالية الخلود الفني من أكاديمية الفنون الفرنسية. أصيب شاعر الشباب أحمد رامي بحالة من الاكتئاب الشديد بعد وفاة الملهمة الأساسية له أم كلثوم، ورفض أن يكتب أي شي بعدها حتى توفي في 5 يونيو 1981. كتب أولى قصائده الوطنية وكان في الخامسة عشر من عمره، وفى عام 1910 نشرت مجلة الرواية الجديدة قصيدة أخرى. نشر رامي أول دواوينه الشعرية عام 1918. عُرف رامي واشتهر من خلال قصائده الجميلة، والتي تغنت بالعديد منها المطربة الكبيرة أم كلثوم، كانت أولى الأغاني التي كتبها رامي هي " خايف يكون حبك ليه شفقة عليا"، هذا بالإضافة إلى تأليفه ما يقرب من مائتي أغنية تغنت بها أم كلثوم نذكر منها "جددت حبك ليه"، "رق الحبيب"، "سهران لوحدي". يملك رامي سجل حافل بالإنجازات فله ديوان رامي في أربع أجزاء " أغاني رامي، غرام الشعراء، رباعيات الخيام"، ويرجع لرامي الفضل في ترجمة رباعيات الخيام من الفارسية إلى العربية . هذا بالإضافة لقيامه بالمشاركة في تأليف أغاني أو كتابة الحوار لعدد من الأفلام السينمائية، منها: "نشيد الأمل"، "الوردة البيضاء"، "دموع الحب"، "يحيا الحب"، "عايدة"، "دنانير"، "وداد"، بالإضافة لقيامه بالكتابة للمسرح فقدم مسرحية "غرام الشعراء"، وترجم مسرحية "سميراميس"، هذا إلى جانب ترجمته لعدد من الكتب مثل في سبيل التاج لفرانسوكوبيه، وشارلوت كورداي ليوتسار، ورباعيات الخيام و عددها 175 وكانت أولى الترجمات العربية عن الفرنسية.

احمد شوقى

احمد شوقى
شاعر مصري، لُقب بأمير الشعراء. وُلد أحمد شوقي في 16 أكتوبر 1868 بالقاهرة، في أسرة موسرة متصلة بقصر الخديوي، لأب كردي وأم تركية وكانت جدته لأبيه شركسية وجدته لأمه يونانية. حين بلغ الرابعة من عمره، أُدخل كُتاب الشيخ صالح بحي السيدة زينب، ثم مدرسة المبتديان الابتدائية، فالمدرسة التجهيزية (الثانوية) فأنهاهما وهو في الخامسة عشر من عمره، فالتحق بمدرسة الحقوق، ثم انتسب إلى مدرسة الترجمة التي نال شهادتها بعد عامين من الدراسة، وما أن نال شهادة الحقوق حتى عينه الخديوي في خاصته، ثم أوفده بعد عام لدراسة الحقوق في فرنسا، حيث أقام فيها ثلاثة أعوام، فالتحق بجامعة مونبليه لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق، حصل بعدها على الشهادة النهائية في 18يوليه1893، ثم أمره الخديوي أن يبقى في باريس ستة أشهر أخرى للإطلاع على ثقافتها وفنونها. عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة1894، فضمه الخديوي توفيق إلى حاشيته ثم سافر إلى جنيف ممثلاً لمصر في مؤتمر المستشرقين، ولما تولى عباس، كان شوقي شاعره المقرب وأنيس مجلسه ورفيق رحلاته، وظل أمير الشعراء يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة 1914، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط. غير أنه عاد من المنفى في أوائل سنة 1920، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير "حافظ إبراهيم". جاء شوقي والشعر المصري ينتقل عند محمود سامي البارودي من فلك الجمود والركود إلى فلك التحرر والتعبير الصادق فكان الرائد الثاني للمدرسة الكلاسيكية في الشعر بعد البارودي، وأصبح بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر عام 1927 في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضواً في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات"، وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر. اتجه أحمد شوقي بعد أن بلغ قمة مجده، وتحقيق كل أمانيه، إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد، وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية، فاستمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي" و"البخيلة". غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحيات أمير الشعراء، وعلى الرغم من ضعف الطابع الدرامي، وبطء الحركة المسرحية لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحياته قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث. توفى أمير الشعراء أحمد شوقي في 14أكتوبر1932، بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، مخلفاً للأمة العربية تراثاً شعرياً خالداً.

احمد امين

احمد امين
كاتب موسوعي بدأ حياته أزهرياً، ثم عمل مدرساً بمدرسة القضاء الشرعي سنوات طويلة، ثم جلس على كرسي القضاء، ثم أصبح أستاذاً بالجامعة، فعميداً، ثم تركها ليساهم في إنشاء أكبر مجلتين في تاريخ الثقافة العربية هما: "الرسالة"، و"الثقافة"، ثم بدأ رحلة من البحث والتنقيب في الحياة العقلية للعرب، فجاء بعد عناء طويل بـ "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظُهر الإسلام". وُلد أحمد أمين إبراهيم الطباخ في 1 أكتوبر 1886 في القاهرة، حيث اهتم به والده منذ صغره، وساعده في حفظ القرآن الكريم، وفرض عليه برنامجاً شاقاً في تلقي دروسه وعوده على القراءة والإطلاع. دخل أحمد أمين الكُتَّاب وتنقل في أربعة كتاتيب، ودخل المدرسة الابتدائية، إلا أن أباه رأى أن يلحقه بالأزهر، فدرس الفقه الحنفي؛ لأنه الفقه الذي يعد للقضاء الشرعي. وفي تلك الفترة نشأت مدرسة القضاء الشرعي التي اختير طلابها من نابغي أبناء الأزهر، فتمكن من الالتحاق بها، بعد أن اجتاز اختباراتها في عام 1907، وكانت المدرسة ذات ثقافة متعددة دينية ولغوية وقانونية عصرية وأدبية. شغل أحمد أمين وظيفة القاضي مرتين.. الأولى سنة 1913 في "الواحات الخارجة" لمدة ثلاثة شهور، أما المرة الثانية حين تم إقصاؤه من مدرسة "القضاء الشرعي" لعدم اتفاقه مع إدارتها، حيث أمضى في القضاء في تلك الفترة أربع سنوات، عُرف عنه فيها التزامه بالعدل وحبه له، حتى صار يُلقب بـ "العدل". بدأ اتصال أحمد أمين بالجامعة سنة 1926 عندما رشحه د. طه حسين للتدريس بها في كلية الآداب، ويمكن القول بأن حياته العلمية بالمعنى الصحيح آتت ثمارها وهو في الجامعة؛ فكانت خطواته الأولى في البحث على المنهج الحديث في موضوع المعاجم اللغوية، وكانت تمهيداً لمشروعه البحثي عن الحياة العقلية في الإسلام التي أخرجت "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام". تولى في الجامعة تدريس مادة "النقد الأدبي"، فكانت محاضراته أولى دروس باللغة العربية لهذه المادة بكلية "الآداب"، ورُقِّي إلى درجة أستاذ مساعد من غير الحصول على الدكتوراه، ثم إلى أستاذ فعميد لكلية الآداب سنة 1939، واستمر في العمادة سنتين استقال بعدهما؛ لقيام وزير المعارف بنقل عدد من مدرسي كلية الآداب إلى الإسكندرية من غير أن يكون لأحمد أمين علم بشيء من ذلك، فقدم استقالته وعاد إلى عمله كأستاذ. وفي سنة 1945 انتُدب للعمل مديراً للإدارة الثقافية بوزارة المعارف، وفي توليه لها جاءت فكرة "الجامعة الشعبية"؛ حيث رأى أن للشعب حقاً في التعلم والارتواء العلمي، وكان يعتز بهذه الجامعة اعتزازاً كبيراً، وهي التي تطورت فيما بعد إلى ما سُمي بقصور الثقافة. تولى أحمد أمين الأشراف على لجنة التأليف والترجمة والنشر مدة أربعين سنة منذ إنشائها حتى وفاته، وكان لهذه اللجنة أثر بالغ في الثقافة العربية؛ إذ قدمت للقارئ العربي ذخائر الفكر الأوروبي في كل فرع من فروع المعرفة تقديماً أميناً يبتعد عن الاتجار، كما قدمت ذخائر التراث العربي مشروحة مضبوطة. كما أنشأت هذه اللجنة مجلة "الثقافة" في يناير 1939، ورأس تحريرها، واستمرت في الصدور أربعة عشر عاماً متوالية، وكان يكتب فيها مقالاً أسبوعياً في مختلف مناحي الحياة الأدبية والاجتماعية، وكانت ثمرة هذه الكتابات كتابه الرائع "فيض الخاطر" بأجزائه العشرة. كما كان يكتب في مجلة "الرسالة" الشهيرة، وأثرى صفحاتها بمقالاته وكتاباته، وخاض بعض المحاورات مع كبار كتاب ومفكري عصره على صفحات الثقافة. أصبح عضواً بمجمع اللغة العربية سنة 1940 بمقتضى مرسوم ملكي، وكان قد اختير قبل ذلك عضواً مراسلاً في المجمع العربي بدمشق منذ 1926، وفي المجمع العلمي العراقي، وبعضويته في هذه المجامع الثلاثة ظهرت كفايته وقدرته على المشاركة في خدمة اللغة العربية. أصيب أحمد أمين قبل وفاته بمرض في عينه، ورغم ذلك لم ينقطع عن التأليف والبحث حتى توفى في 30 من مايو 1954.

عبد العزيز جاويش

عبد العزيز جاويش
أحد الإصلاحيين الذين آمنوا بأن نهضة الأمم لا تقوم إلا بالتربية والتعليم فوضع العديد من الكتب عن مفاهيم التربية. وُلد عبدالعزيز جاويش في 31/10/1876 بمحافظة الاسكندرية ـ مصر، حيث نشأ في أسرة كريمة تعمل بالتجارة، وحفظ القرآن الكريم، ثم اتجه إلى مواصلة التعليم، ولم يجد في نفسه ميلاً إلى العمل بالتجارة مثلما يعمل أفراد أسرته، وفشلت محاولات والده في ترغيبه في العمل، فسمح له بالسفر إلى القاهرة والالتحاق بالأزهر عام 1892 وهو في السادسة عشر من عمره، ولكنه لم يستمر فيه سوى عامين وتركه، والتحق بمدرسة دار العلوم، والتي تخرج فيها عام 1897. بعد التخرج عمل مدرسا في مدرسة الزراعة، ثم اُختير للسفر إلى إنجلترا والتحق بجامعة برورود، وتلقى هناك علوم التربية والطرق الحديثة في التدريس، ثم عاد الى مصر عام 1901، ليعمل مفتشاً في وزارة المعارف، ثم عاد إلى إنجلترا ليعمل أستاذاً للغة العربية في جامعة أكسفورد، وفي أثناء إقامته بإنجلترا اُختير عضواً في مؤتمر المستشرقين الذي عُقد بالجزائرعام 1905. وبعد أن عاد من انجلترا عمل مفتشاً بوزارة المعارف، ثم تولى عام 1908 رئاسة تحرير جريدة "اللواء". اُضطر إلى مغادرة مصر والهجرة إلى تركيا عام 1912 بعد أن ضيقت عليه السلطات البريطانية في مصر، وأنشأ هناك صحيفة "الهلال العثماني"، وبعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى سافر عبدالعزيز جاويش الى ألمانيا عام 1918 وهناك أنشأ مكتبة للدعاية للقضية المصرية، ومجلة إسلامية باللغة الألمانية. بعد إعلان استقلال مصر في 1922 ، منعته السلطات البريطانية من العودة، فجاء إلى مصر سراً عام 1923 ، وتم إسناد وظيفة مدير التعليم الأولي إليه عام 1925. ويعتبر عبدالعزيز جاويش صاحب الفضل الأول في إنشاء المدرسة الاعدادية كنواة ينسج عليها التعليم الثانوي، ودعا إلى إنشاء مدارس رياض الأطفال، وامتدت دعوته إلى إصلاح التعليم فشملت تطوير التعليم بالأزهر، وإدخال العلوم العصرية ضمن مناهجه، وفتح أبواب المدرسة الإعدادية التي أنشأها لطلاب الأزهر، وقد نادي بالاهتمام بالمرأة وتعليمها وإصلاح أحوالها ورفعه شأنها، وعارض زواج المصريين من الأجنبيات. أهم الأعمال: كُتب "الإسلام دين الفطرة"، "أذى الخمر ومضاره"، "غنية المؤدبين". توفي في 25/1/1929.

شفيق غربال

شفيق غربال
أحد علماء مصر القلائل الذين استطاعوا تأسيس مدرسة خاصة في مجال الدراسات التاريخية تحمل طابعه وتسير على منهاجه. حيث ارتبط تمصير الدراسات التاريخية في مصر أشد الارتباط بشفيق غربال، الذي نقل مركز الثقل في الدراسات التاريخية من أيدي الأجانب إلى أيدي المصريين. وُلد محمد شفيق غربال في 4 يناير 1894 بمدينة الإسكندرية، وبعد أن أتم دراسته الثانوية عام 1912 التحق بمدرسة المعلمين العليا بالقاهرة وتخرج فيها عام 1915، واختير يومئذ للبعثة لدراسة التاريخ بإنجلترا، فلم تمنعه أخطار الحرب العالمية الأولى من السفر والالتحاق بجامعة ليفربول حيث درس التاريخ، والاقتصاد، والفلسفة، والجغرافيا، ومناهج البحث، وطريقة العمل في الوثائق، وفى عام 1919 حصل على درجة البكالوريوس الممتازة في التاريخ الحديث، ثم حصل على الماجستير من جامعة لندن تحت إشراف المؤرخ العالمى ارنولد توينبى عام 1924. عُين عام 1924 أستاذاً للتاريخ الحديث في مدرسة المعلمين العليا، وفى أكتوبر عام 1929 عُين أستاذاً مساعدا للتاريخ في كلية الآداب بالجامعة المصرية، وما لبث أن رقى بها أستاذاً للتاريخ الحديث عام 1935، فكان أول مصري يتولى منصب "الأستاذية" بالجامعة، وفى مايو 1939 عُين غربال وكيلاً لكلية الآداب ثم انتخب عميداً لها. نُقل من الجامعة إلى وزارة المعارف كمستشار فني للوزارة عام 1940، ثم عاد إلى الجامعة في ديسمبر 1942. مثل شفيق غربال مصر في عدة مؤتمرات تاريخية، ورأس وفد مصر في الجمعية العمومية لليونسكو وكان عضواً بمجلسها التنفيذي، كما كان عضوا عاملاً في كثير من الهيئات والجمعيات العلمية والثقافية التي انتفعت بمواهبه ومنها مجمع اللغة العربية، والجمعية الجغرافية، وجمعية الاقتصاد والتشريع، والمجمع العلمي المصري، وجمعية الآثار القبطية، والمجلس الأعلى للآثار، ولجنة التاريخ والآثار، ثم لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ثم مجلس جامعة عين شمس، ومعهد الدراسات العربية. في عام 1955 وفى السنوات الأخيرة من حياته تولى غربال منصب مدير معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية فبعث فيه الحركة والنشاط، واستطاع النهوض به علمياً عن طريق اختياره صفوة من المؤرخين العرب للتدريس فيه، وقد ركز الدراسة فيه على المشاكل والقضايا العربية المعاصرة، وأخذ يشرف على عدد كبير من الرسائل التاريخية فيه تناولت تاريخ الأمة العربية في العصر الحديث والمعاصر. أشرف على إخراج الموسوعة العربية الميسرة وهى أول دائرة معارف عربية صغيرة أصدرتها مؤسسة فرانكلين، فكان رئيساً لمجلس إدارتها ومشرفاً على تحرير المواد التاريخية، وقد أتاح له إشرافه على هذا العمل أن يخرج للقراء عملاً عربياً خالصاً. كما برز نشاطه في لجنة الجغرافيا والتاريخ في مجمع اللغة العربية. لم يكتف غربال بالتاريخ الحديث بل تعداه إلى دراسة موضوعات تدخل في نطاق العصور الوسطى والقديمة فأظهر استعداداً بارعاً في فن الآثار وكان من أثر ذلك ظهور متحف الحضارة المصرية. توفى المؤرخ محمد شفيق غربال في 19 أكتوبر 1961.

عبد الرازق السنهورى

عبد الرازق السنهورى
وُلد عبدالرزاق أحمد السنهوري في 11 أغسطس سنة 1895 بمدينة الإسكندرية لأسرة فقيرة، وعاش طفولته يتيماً، حيث توفي والده (الموظف بمجلس بلدية الإسكندرية) ولم يكن يبلغ من العمر أكثر من خمس سنوات. بدأ تعليمه في الكُتَّاب ثم التحق بمدارس التعليم العام وتدرّج بها حتى حصل على الشهادة الثانوية سنة 1913، وكان ترتيبه الثاني على طلاب القطر المصري. ثم نال درجة الليسانس في الحقوق سنة 1917 من مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة (باللغة الإنجليزية)، وجاء ترتيبه الأول على جميع الطلاب، رغم أنه كان يعمل موظفًا بوزارة المالية إلى جانب دراسته. حيث عُين بعد حصوله على ليسانس الحقوق بالنيابة العامة في سلك القضاء بمدينة المنصورة بشمال مصر. ترقى سنة 1920 إلى منصب وكيل النائب العام، وفي نفس العام انتقل من العمل بالنيابة إلى تدريس القانون في مدرسة القضاء الشرعي، وهي واحدة من أهم مؤسسات التعليم العالي المصري التي أسهمت في تجديد الفكر الإسلامي منذ إنشائها سنة 1907، زامل فيها كوكبة من أعلام التجديد والاجتهاد، مثل الأساتذة أحمد إبراهيم وعبدالوهاب خلاف وعبدالوهاب عزام وأحمد أمين، وتتلمذ عليه عدد من أشهر علماء مصر، وعلى رأسهم الشيخ محمد أبوزهرة. سافر إلى فرنسا سنة 1921 في بعثة علمية لدراسة القانون بجامعة ليون، وهناك تبلورت عنده الفكرة الإسلامية، وبدأ يتخذ الموقف النقدي من الحضارة الغربية، فانتقد الانبهار بالغرب. وفي فرنسا وضع د. السنهوري رسالته الإصلاحية التي عرفت بـ (مواد البرنامج) الذي يتضمن رؤيته في الإصلاح، وأنجز خلال وجوده في فرنسا رسالته للدكتوراه تحت عنوان "القيود التعاقدية على حرية العمل في القضاء الإنجليزي"، ونال عنها جائزة أحسن رسالة دكتوراه. وأثناء وجوده هناك ألغيت الخلافة الإسلامية، فأنجز رسالة أخرى للدكتوراه عن "فقه الخلافة وتطورها لتصبح هيئة أمم شرقية" رغم عدم تكليفه بها وتحذير أساتذته من صعوبتها والمناخ الأوروبي السياسي والفكري المعادي لفكرتها!. عيّن بعد عودته سنة 1926 مدرساً للقانون المدني بكلية الحقوق بالجامعة المصرية (القاهرة الآن). ثم سافر إلى العراق سنة 1935 بدعوة من حكومتها، فأنشأ هناك كلية للحقوق، وأصدر مجلة القضاء، ووضع مشروع القانون المدني للدولة، ووضع عدداً من المؤلفات القانونية لطلاب العراق. وعقب عودته لمصر من بغداد سنة 1937 عُين عميداً لكلية الحقوق ورأس وفد مصر في المؤتمر الدولي للقانون المقارن بلاهاي. ثم أسندت إليه وزارة العدل المصرية مشروع القانون المدني الجديد للبلاد، فاستطاع إنجاز المشروع. في عام 1937 ترك التدريس بالجامعة، واتجه إلى القضاء فأصبح قاضياً للمحكمة المختلطة بالمنصورة، ثم وكيلاً لوزارة العدل، فمستشاراً فوكيلاً لوزارة المعارف العمومية، إلى أن أبعد منها سنة 1942 فاضطر إلى العمل بالمحاماة رغم عدم حبه لها. تولى وزارة المعارف العمومية في أكثر من وزارة من عام 1945 حتى 1949، وقام أثناءها بتأسيس جامعتي فاروق (الإسكندرية الآن) وجامعة محمد علي. عيّن عضوًا بمجمع اللغة العربية في مصر سنة 1946. عيّن سنة 1949 رئيساً لمجلس الدولة المصري، وأحدث أكبر تطوير تنظيمي وإداري للمجلس في تاريخه، وأصدر أول مجلة له، وتحول المجلس في عهده للحريات واستمر فيه إلى ما بعد ثورة يوليو سنة 1952. شارك في وضع الدستور المصري بعد إلغاء دستور 1923. سافر إلى ليبيا بعد استقلالها، حيث وضع لها قانونها المدني الذي صدر سنة 1953. حدث صدام بينه وبين الرئيس جمال عبد الناصر سنة 1954 أقيل بسببه من مجلس الدولة، فاعتزل الحياة العامة حتى وفاته في 21 يوليو 1971. أهم أعماله: 1ـ (القانون المدني المصري) ومذكرته الإيضاحية.. وشروحه (الوسيط) و (الوجيز). 2ـ (القانون المدني العراقي) ومذكرته الإيضاحية. 3ـ (القانون المدني السوري) ومذكرته الإيضاحية.. وقانون البينات ـ بما فيه من قواعد الإثبات الموضوعية والإجرائية. 4ـ (دستور دولة الكويت) وقوانينها: التجاري.. والجنائي.. والإجراءات الجنائية.. والمرافعات.. وقانون الشركات.. وقوانين عقود المقاولة، والوكالة عن المسئولية التقصيرية وعن كل الفروع.. وهي التي جمعت ـ فيما بعد ـ في القانون المدني الكويتي. 5ـ (القانون المدني الليبي) ومذكرته الإيضاحية. 6ـ (دستور دولة السودان). 7ـ (دستور دولة اتحاد الإمارات العربية).