الجمعة، 28 مايو 2010

احمد شوقى

احمد شوقى
شاعر مصري، لُقب بأمير الشعراء. وُلد أحمد شوقي في 16 أكتوبر 1868 بالقاهرة، في أسرة موسرة متصلة بقصر الخديوي، لأب كردي وأم تركية وكانت جدته لأبيه شركسية وجدته لأمه يونانية. حين بلغ الرابعة من عمره، أُدخل كُتاب الشيخ صالح بحي السيدة زينب، ثم مدرسة المبتديان الابتدائية، فالمدرسة التجهيزية (الثانوية) فأنهاهما وهو في الخامسة عشر من عمره، فالتحق بمدرسة الحقوق، ثم انتسب إلى مدرسة الترجمة التي نال شهادتها بعد عامين من الدراسة، وما أن نال شهادة الحقوق حتى عينه الخديوي في خاصته، ثم أوفده بعد عام لدراسة الحقوق في فرنسا، حيث أقام فيها ثلاثة أعوام، فالتحق بجامعة مونبليه لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق، حصل بعدها على الشهادة النهائية في 18يوليه1893، ثم أمره الخديوي أن يبقى في باريس ستة أشهر أخرى للإطلاع على ثقافتها وفنونها. عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة1894، فضمه الخديوي توفيق إلى حاشيته ثم سافر إلى جنيف ممثلاً لمصر في مؤتمر المستشرقين، ولما تولى عباس، كان شوقي شاعره المقرب وأنيس مجلسه ورفيق رحلاته، وظل أمير الشعراء يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة 1914، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط. غير أنه عاد من المنفى في أوائل سنة 1920، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير "حافظ إبراهيم". جاء شوقي والشعر المصري ينتقل عند محمود سامي البارودي من فلك الجمود والركود إلى فلك التحرر والتعبير الصادق فكان الرائد الثاني للمدرسة الكلاسيكية في الشعر بعد البارودي، وأصبح بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر عام 1927 في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضواً في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات"، وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر. اتجه أحمد شوقي بعد أن بلغ قمة مجده، وتحقيق كل أمانيه، إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد، وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية، فاستمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي" و"البخيلة". غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحيات أمير الشعراء، وعلى الرغم من ضعف الطابع الدرامي، وبطء الحركة المسرحية لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحياته قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث. توفى أمير الشعراء أحمد شوقي في 14أكتوبر1932، بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، مخلفاً للأمة العربية تراثاً شعرياً خالداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق